Google Search

الثلاثاء، 30 أبريل 2024

جلبهم الاحتلال كبديل للفلسطينيين.. كيف تعرّض العمال الهنود في إسرائيل للخداع؟


 منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 سعى الاحتلال الإسرائيلي إلى استبدال آلاف العمال الفلسطينيين الذين يعملون في قطاعات مثل الزراعة والبناء وغيرها، بآخرين أجانب معظمهم من الهند وملاوي وسريلانكا ودول آسيوية أخرى، لكن يبدو أن هؤلاء لا تسير ظروف عملهم على ما يرام في إسرائيل، حيث يقولون لمجلة foreign policy الأمريكية إنهم تعرضوا للخداع عند وصولهم لدولة الاحتلال، وإن سوء المعاملة أمر شائع هناك.

في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقع الهندي ماهيش أوديدارا عقداً للعيش والعمل لمدة 5 سنوات في "إسرائيل" التي تبعد آلاف الأميال عن وطنه وغارقة في حالة حرب. كان أوديدارا، وهو مزارع يبلغ من العمر 30 عاماً من مدينة بوربندر في غرب الهند، على دراية بمخاطر العمل في مزرعة إسرائيلية. لكن عقد أوديدارا وعده بيوم عمل ثابت مدته 8 ساعات، وحقوق عمال "قوية"، وراتب شهري قدره 5571 شيكل (1500 دولار).

في البداية، كانت توقعات أوديدارا عالية كما يقول لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية. وبفضل راتبه الجديد، سيكون قادراً على إرسال مئات الدولارات إلى عائلته كل شهر؛ ويمكن أيضاً استخدام الأموال لشراء معدات لمزرعة الأسرة، وكان يأمل أن يتمكن ذات يوم من شراء منزل لنفسه في ولاية بوربندر الهندية.

لكن بعد وقت قصير من وصوله إلى إسرائيل، أدرك أوديدارا أن أصحاب العمل ليست لديهم نية لاحترام عقده، وأنه تعرض لخداع كبير. في أحيتوف، وهو مجتمع زراعي شمال إسرائيل، عمل أوديدارا في نوبات عمل شاقة تتراوح ما بين 11 إلى 12 ساعة يومياً، كما أُجبر على العمل في عطلات نهاية الأسبوع، وقيل له إنه سيحصل على أجر أقل بكثير من الحد الأدنى القانوني للأجور في الساعة. ثم، في نهاية الشهر، لم يتقاضَ راتبه على الإطلاق، وأبلغه صاحب العمل الإسرائيلي، أن راتبه قد تم إرساله، لسبب غير مفهوم، إلى وكالة التوظيف الخاصة به بدلاً من إعطائه إياه.

عند التواصل مع صاحب العمل السابق للتعليق، نفى أن يكون أوديدارا قد عمل لديه على الإطلاق؛ ومع ذلك، أكد عامل مهاجر آخر بشكل مستقل أنه يعمل لدى نفس صاحب العمل ادعاءات أوديدارا بشأن ظروف العمل والأجور المفقودة. ولم تستجب وكالة التوظيف لطلب التعليق.

كما أن مسكن أوديدارا، الذي توفره المزارع لعمالها، يقع على حدود منطقة غير صالحة للسكن. وفي تجمع استيطاني زراعي آخر، يسمى "خاتساف"، حيث عمل أوديدارا لمدة ثمانية أيام، كان ينام في غرفة مؤقتة مبنية من ألواح خشبية وألواح من الصفائح المعدنية؛ كان حمامه عبارة عن مرحاض في كوخ خارجي بأرضية ترابية، ولم يكن هناك ماء ساخن في الحمام. وفي الأشهر القليلة الأولى، خسر أوديدارا ما يقرب من 12 كيلوغراماً من وزنه بسبب سوء التغذية والعمل الشاق.
"أنا نادم حقاً على قدومي إلى إسرائيل"

وقال أوديدارا الآن للمجلة الأمريكية: "أنا نادم حقاً على قدومي إلى إسرائيل"، على الرغم من أنه كان يعتبر واحداً من "المحظوظين": حيث إن شقيق أوديدارا، بهارات، عمل بالفعل في إسرائيل كمقدم رعاية لمدة 4 سنوات، وتمكن في النهاية من العثور له على وظيفة في مزرعة ذات ظروف عمل أفضل بكثير في وقت سابق.

ومع ذلك فإن تجربة أوديدارا في أهيتوف وخاتساف ليست فريدة من نوعها على الإطلاق. وبحسب بهارات، فإن سوء المعاملة وممارسات العمل غير القانونية منتشرة على نطاق واسع في إسرائيل. يقول للمجلة الأمريكية: "كنت أقابل جميع الأشخاص الجدد الذين يأتون للعمل هنا، كنت أتحدث معهم، والجميع لديهم نفس المشكلة. عليهم أن يقاتلوا من أجل الحصول على رواتبهم وبعض حقوقهم ومتطلباتهم الأساسية.. لا أحد يساعدهم، إنهم عاجزون".

تعتبر الزراعة عنصراً أساسياً لدى المجتمع الإسرائيلي، إلا أن القطاع الزراعي في البلاد يعتمد على العمالة غير الإسرائيلية منذ عقود. في عام 1967، بعد احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة، قررت الحكومة دمج الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال في الاقتصاد الإسرائيلي. وقالت أدريانا كيمب، عالمة الاجتماع في جامعة تل أبيب والتي تدرس العمل الإسرائيلي، إنه منذ ذلك الحين، "أصبح الفلسطينيون جزءاً لا يتجزأ من القوى العاملة الإسرائيلية، لا يمكنك الحديث عن قطاعات كاملة مثل الزراعة أو البناء دون الحديث عن آلاف العمال الفلسطينيين".

https://www.khabaragency.net/news210182.html